Imagens da página
PDF
ePub

بها ومضى ممجدا الله شاكرًا من الشيخ أما المغبوط انبا يهوذا فكانت له عناية عظيمة بالاهتمام بالعمارة وبناية الاديرة التي تسكنها الرهبان وهو الذي بنى هذه الاديرة الكبار الذي في تخومنا احدهم يعرف بدير هميوز وهو على ساحل البحر والاخر يعرف بدير دندرا الذي هو بالناحية من المدينة وأما ابونا انبا هدري فكان مقيماً بالبر حسب ما سبقنا وقلنا حيث العظام المكشوفة للشمس والدبابات والوحوش المفترسة وكانوا اناس وثنيين ساكنين في قرية بالقرب من الدير لا يعرفون الله وهولاء شاهدوا بالليل لهيب نار عظيم وهو يضي كالبرق يشتق من ذلك البرية فتعجبوا وظنوا بجهلهم لما راوا ذلك اللهيب قايلين ان الشيخ يسرق الغنم ويذبحهم في الليل ويشويهم بهذه النار التي شاهدوها فلما اتوا ذات ليلة ليتشرفوا عليه من الصور ولما اشرفوا على حيط ۱۰ الصور خدلت ايديهم والتصقت في الحيط ولم يقدروا يتحركوا وعند ذلك صرخوا نحو الحيط الى القديس انبا هدري كي يرحمهم ويغفر لهم ما صنعوا واعترفوا له بجهلهم (.286v) وقلة ايمانهم اما الشيخ فانه صلّى الى الله فاطلقهم من وثاقهم وانصرفوا ممجدين الله اسمعوا ايضا هذا وتعجبوا ومجدوا الله وكانت امراة ارملة في ذلك الزمان وثنية ساذجة القلب جدا وهذه سلموا ابنها الى الوالي كاللص أما هي فلبثت محزونة ١٥ القلب بسببه متسولة لكل احد قايلة ماذا اصنع وماذا يكون من امري ومن يخلص لي ولدي من الموت فقال لها جميع من سمعها ليس يمكن احد خلاص ابنك سوى القديس انبا هدري السايح بينهدب وعند ذلك حضرت اليه العجوز ومكثت تلج عليه في السوال بسبب ابنها وهي باكية تقول كلام الحزن باكية تقول كلام الحزن ووجع القلب فلما راى الشيخ سذاجتها قال لها امضي واطلبي يسوع وهو يخلص لك ولدك ويطلقه من يد ۲۰ الوالي اما هي فقبلت القول انظروا الى هذه الامراة الوثنية وتعجبوا فجعلت تسير وتصرخ بكل مكان قايلة اين هو يسوع يخلص لي ولدي وان سيدنا يسوع المسيح تحنن عليها اذ هي صارخة باكية وظهر لها في زي لخيرتها وقال لها انا هو يسوع الذي طلبتيه قوي قلبك وامضي الى مجلس الوالي وانا اخلصك وادعه يطلق لك ولدك اما هي فاسرعت وهي فرحة ولما (287) اخرجوا ابنها لينصبوه للعذاب تطلعت ٢٥ للوقت وابصرت ربنا يسوع المسيح كانه يسوس الوالي في اطلاق ولدها وهكذا

امر الوالي باطلاقه فرجعت العجوز وولدها وهم يمجدون الله فذاع هذا القول بالاكثر من اجله ان الله كشف له ما في الناموس والانبياء هذا الكامل الذي بلغ الى هذا المقدار العظيم وقيل عن هذا الشيخ المختار انه في اخر حياته توجع في راسه ولم يتوانى في العبادة والنسك وهو يقول كاني اسمع حس اجراس عقلي على هنيهنة وكان يصنع . الشفا ويشفي كل من ياتي اليه كحاله الاول وكان صابر كايوب وبعد هذا تنيح كحال ابايه . الرب الاله يرحمنا بصلاته امين

اليوم الرابع من امشير

في هذا اليوم كان رجل راعي علماني اسمه او جاريسطس(1) وكان له زوجة تدعى مريم . وهولاء كانوا ابرار اطهار سالكين في منهاج الطهر والعفاف يعطوا الصدقة ۱۰ مجانا وكان لهم اغنام كثيرة وجميع ما يتحصل منها يعطوه جميعه صدقة ويقنعوا بالخبز ياكلوه لا غير وكان في البرية شيخان سايحين تحت صخرة في مغارتين وكانوا يصنعوا عبادات عظيمة ونسكا متزايد وقد اطلعوا على مناظر عظيمة وان عدو الخير طرح في قلوبهما العظمة ففكروا انه لم يكن في العالم من يشبههما في العبادة فارسل الرب اليهم ملاكه وقال (2877) لهما انكما لم تبلغا الى الدرجة والمنزلة العظيمة ١٥ الذي لاو خارسطس الراعي الساكن في قرية من ارض مصر واسم زوجته مريم وللوقت نهضا الشيوخ المباركين وغلقوا بابهما وتزلوا الى الريف وتقصوا على الراعي فارشدهم الى منزله ولما وصلوا صلوا وجلسوا ولما علمت زوجة الراعي مريم خرجت وتلقتهم بالفرح وادخلتهم الى المنزل وغسلت اقدامهم بالماء وقدمت لهم المايدة فلم ياكلوا وقالوا لم نذوق شيء حتى ياتي او خارسطس من الغيط ولما كان المساء حضر ۲۰ او خارسطس فدخل اليهم وتقبل اقدامهم وصلوا وجلسوا فقالوا له الشيوخ يا اخيـــا المبارك قص علينا سيرتك لا تكتم لنا شيء من امرك فاننا قد قطعنا مسافة كثيرة بل عرفنا ذلك فقال لهم انا رجل خاطي بل ان والدي ازوجني لهذه الامراة فاول

1) Sic hoc in loco; infra: jlögl

10

ليلة اجتمعنا مع بعضنا اتفقنا على الطهارة ونحن بتوليين انا وزوجتي ونحن طول عمرنا صيام لا نفطر الى المساء واوقفنا نصف ما يتحصل من الغنم للسلطان من المراعي واجرة الرعيان والجزء الثاني للبيعة والغربا والمحتاجين وهذه سيرتنا طول عمرنا اني وزوجتي كالاخوة والصدقة لا تفارق دفعها من اموالنا وطول ليلنا وقوف على ه اقدامنا نصلي الى وقت اشراق النور وان الشيوخ باتوا تلك الليلة يرتلوا مع الراعي وزوجته وخرجوا باكر النهار (288r) فاعطوهما خبرًا وصرة فيها ذهب فلم يفعلوا ياخذوا منهم شيء ورجعوا الى مسكنهما وزادوا على عبادتهما اضعافا كثيرة الى حين وفاتهم . الرب الاله يرحمنا بصلواتهم الجميع امين

اليوم الخامس من امشير

تنيح الاب القديس الفاضل انبا ابشاي المعروف ببطرس . وهذا من قرية في اخميم تسمى بابصونة وهذا لما تحرك في قلبه الفكر الصالح التي هو الرهبنة فترك كل شيء كان له واخذ صليبه وتبع سيده وترك الغنم الذي كان يرعاها لمن يهتم وصعد الى الجبل فصادف الاب انبا بجول خال القديس انبا شنودة وسكن في جبل ادريبة وكانوا يصنعوا عبادات ونسك كثير لا يوصف بلا ملل والصوم الدايم وسهر الليالي وقاسوا من العدو تجارب كثير وخلصهم الرب وفي تلك الايام صعد القديس ابو شنودة الى عند خاله اننا يجول وهو ابن سبعة سنين وان ملاك الرب اشار له ان يلبسه الاسكيم الذي يجده عند راسه فالبسه الاسكيم وصحبته انبا ابشاي وبقوا الثلاثة متفقين في العبادة والنسك وصنعوا لهم مساكن في الجبل وبنوا كنيسة على اسم السيدة الطاهرة مرتمريم وبنى كل واحدا منهم خزانة بجانب ٢٠ الكنيسة وتلك المساكن باقية الى هذا اليوم ودعوا تلك البيعه الرغامة ومضوا الثلثة مع بعضهم زيارة ابو يحنس القصير بجبل اسيوط ثلثة دفوع وسمعوا صوتا من السماء وهو يقول انتخبتك اليوم يا شنودة ريس ومدبر لكل الرهبان (288) وكانوا الثالثة متفقين على عبادة الله كمثل الخيط المثلث الذي ذكره سليمان الحكيم ان الخيط المثلث لا يسرع ينقطع وهذا اكمل القديس انبا ابشاي سعيه في هذا اليوم فكفنه

القديس ابو شنودة وقرا عليه قوانين الرهبان وجعل جسده في ديره المقدس وظهر منه ايات كثيرة وكتب القديس ابو شنودة في سيرته . الرب يرحمنا بصلاته امين

اليوم السادس من امشير

[ocr errors]

تنيح الاب القديس انبا زانو فيوس . وهذا القديس له عبادات كثيرة وصنع مجمع عظيم للرهبان وتخلص على يديه نفوس كثيرة وكان يصنع عبادات وصلوات وصوم ومطانوات لا تحصى وكان يعلم اولاده ان يجعلوا مخافة الله في قلوبهم واجتمع نسا كثير وطلبوا منه ان يبني لهم دير يسكنوه ويلبسهم الاسكيم ويبقوا تحت ظل صلواته فاعتفى من ذلك وطلب من الرب فسمع صوتا يقول له ان النسا والرجال امام الرب كلهم مقبولين كما قال بولس وامره ان يبني لهم دير ويلبسهم الاسكيم ١٠ ويقدم عليهم ريسة تسوسهم وان القديس بنى الدير واجتمعت فيه العذارى وكان يرسل اليهم القوانين والسنن والمفترضات التي تلزم الرهبان لكي يكملوها وهذا الدير هو قبالة المرايغ في بلاد اخميم ولما نظر الرب الاله انه اكمل سعيه بالجهاد وحفظ .1 (289) الامانة وشيء بالنسك والجهاد في جسده الليل والنهار وصبر على ذلك الى النفس الاخير ومضى الى السيد المسيح فعملوا على جسده القوانين اللايقة بالرهبان ١٥ ودفنوه في ديره الذي اكمل فيه سيرته واجرى الله على يديه ايات ظاهرة وهي الان مسطورة في سيرته . الرب الاله يرحمنا بصلاته امين

اليوم السابع من شهر امشير

اعلموا يا اخوة انه في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة الاسكندرة . وهذه كانت باسكندرية فخرجت وسكنت ظاهر المدينة ودخلت في قبر وسدته عليها وتركت ٢٠ منه طاقة صغيرة في الحيط مقدار ما تدخل يد الانسان بالخبز لحاجة الجسد وهذا اقامت منذ اثني عشر سنة لم ترى وجه رجل ولا امراة ومن بعد الاثني عشر سنـــة امتدت وحدها ومدت ايديها الى جنبيها وتنيحت نفسها النيرة بالفهم الذي ربحته

فائما جالت اليها الذي تخدمها على جاري العادة بحاجة الجسد فقرعت باب الطاقة فلم يجيبها احد وانها نادتها باسمها دفوع عدة قايلة يا اسكندرة فلم تسمع اجابة ولما لم تعط اجابة مع نداها هذا الدفعات الكثيرة علمت انها قد اطلقت نفسها لحبس (1) الذي هي فيه فجاءت واعلمتنا انها لم تسمع لها صوت فعلمنا ان الله اخذها فمضينا الى القبر وهدمنا الحايط وفتحنا الباب فوجدناها قد تنيحت فلففناها بكرامة عظيمة (289) ودفناها في القبر الذي كانت فيه واخبرتنا ملانة خادمتها لاجلها قالت اني كنت قد سمعت من زمان لاجل هذا الطوبانية فاردت ان اعلم ما هو السبب في حبسها ومضيت الى باب الحبس وطرقت الباب فاجابتني وانا لم ارى وجهها ولا هي رات وجهي وانها قائمة على رجلي عند الطاق واكلمها واقول لها انا ملانة ا المسيح جيت اسال عنك وانا اطلب اليك ان تعرفيني ما هو السبب في حبسك لنفسك في هذا القبر فاجبتني من تلك الطاقة الصغيرة وقالت انا كنت امشي في

عبدة

بسببي

طريق الملك العظيم الذي يمشوا فيها كل المومنين فنظر الي انسان وفسد عقله ورشقه ابليس بسهم واراد ان يفسدني معه فعلمت ان الاخ يهلك لاجلي وكان يخاف ليلا اوجع قلبه واتكلم فيه بكلام سو عند اخرين فشاورت نفسي وقلت حسناً ان ١٥ امرت وانا حية من ان افسد عبد يسوع فطرحت روحي داخل هذا القبر وانا في الحياة ليلا اعثر انساناً قد خُلق على صورة الله فقلت لها كيف قدرتي تربطي نفسك ولا تجتمعي باحد في هذا الحبس العظيم بل تحاربي فكرك دائما فقالت انا من بكرة الى وقت التاسعة اصلي في كل ساعة واعمل في الكتاب وبقية النهار اخلي فكري يفتش في البطاركة والابا والانبيا (2) . .29or) قلايته ومدينة كانت تدعى راغام كانوا اهلها كفرة امتنعت المطران

[ocr errors]

( ? الحبس : Siege

2) Sic abrumpitur, cum desinente fol. 289 v., narratio de S. Alexandra. Cum summo 290 r. exorditur fragmentum longioris recensionis historiæ Barsumæ, quæ diei nonæ hujus mensis adscribenda. Cf. supra., p.roy.

[ocr errors]
« AnteriorContinuar »