شنوده (263) القس القديس الذي اظهر الله منه افعال حسنة لا تحصى من امانته في القديس ابو مقار وجعل له تذكارات كروم وبساتين وبهائم وطواحين ومعاصر وخيرات كثير لا تحصى ولا شاهد الشعب المؤمن فعله ابتهجوا بذلك وكانوا يحسدوه على فعله ويساعدوه بحسن نياتهم وكان في الدير المقدس خلائق لا تحصى ليس الارتدكسيين فقط بل وهراطقة لاجل العجائب التي تظهر في هذه البيعة وفعل هذا الاقنوم شنوده وكان يرجو المجازاة من الله كقول بولس الرسول نحن بالروح بالامانة ننتظر رجاء حقيقي ولا رأى الرهبان يترايدوا بنعمة الله التي تدعوهم بدا وبنا بيعة بجري البيعة الكبيرة بيعة باسم الاباء التلاميذ وكملها وزينها بكل زينـــة ودعا ابونا القديس انبا يوساب البطرك الى هذه البيعة فلما نظرها امتلا قابه سرورا ١٠ وكرزها في أول يوم من برموده في السابعة عشر من بطركيته ولم يفتر الاب من البركة على هذا شنوده الاقنوم من عمق قلبه وينظر التذكارات الذي يعملها يوم بعد يوم وبخاص (1) هذه البيعة المقدسة الجامعة الحسنة وكان لنا نحن اولاد هذا الاب محبة عظيمة لهذا الاقنوم لما يشاهده من محبة ابونا له وكان الاب يقول لنا بقوة روح القدس الحال فيه يا اولادي صدقوني ان لهذا الاخ تذكارات كثيرة يفعلها وبنا ١٤ وكنائس وكنا نسمع هذا منه فنقول ترى يبني بيع اخر في هذا الجبل وكان كلامه كالنبوة ونحن لا نعلم حتى ظهر لنا بعد ذلك ما سوف نذكره وكان في يد ابونا عكاز لطيف دفعه لشنوده الاقنوم وقال له خذ هذا يا ولدي تذكارا لك فلما رأينا هذا قلنا ان هذا سبب امور تظهر لان كل افعاله بنعمة الروح القدس ولما كان في السنة الثامنة عشر من بطركيته ولي على مدينة الاسكندرية اميرا اسمه مالك بن ناصر ۲۰ الجدر وكان انسانا سوء ظالم فلما دخل المدينة بدا يفعل سوءا بكثير من الناس اكثر من الوالي الذي كان قبله فاعترض اصحاب الصنايع والتجار الكبار البزازين والباعة وتقدم الى التجار الكبار والبزازين ان لا يبيعوا ويشتروا الا حدا يجد لهم وعمل قياس كبير وجعل منادى ينادي ويقول من وجد عنده ثوبا ناقص عن هذا القياس انا اعتقله واهمينه واقتاه فلما شاهدوا اهل الاسكندرية هذا حزنوا وقالوا قد علمنا

و بالخاص (1)

بيع

*

الان ان الله قد اذل هذه المدينة وسكانها بيد هذا الرجل الظالم فاما الضعفاء الحاكة والقزازين فكانوا يصيحوا من قطع معايشهم وبطلوا اولادهم حتى (264) عدموا قوتهم وعولوا على الغربة والخروج الى البلدان ليعيشوا وكانوا يصرخوا ليلا ونهارا بان ينقذهم الله من هذا الظالم فلم يغفل الله عن دعاهم لكن سمعهم سريعا لانه ه قال على لسان داود النبي في مزمور (1) اصرخ الي وانا اجيبك واخلصك (2) وقال ايضا الرب قريب من الذين يدعونه . فلما كان في بعض الايام ركب ذلك الامير وجاء الى قلاية البطرك ومعه سراري فاكل وشرب معهم ثم انه قام وطاف جميع مساكن البطرك حتى انتهى (3) الى المخدع الذي ينام فيه البطاركة كل زمان فطرد

الاب منه وادخل سراديه اليه واكل معهم وشرب هناك ونام معهم فيه وهو الموضع الممتلي بخور وطيب من صلوات القديسين البطاركة فلما شاهد هذا الاب القديس حزن وبكا جدا وقال قول داود النبي في المزمور (4) يا الله دخلت الامم الى ميراثك ونجسوا هيكل قدسك فلما فعل هذه الافعال الطمئة بغير خوف خرج وعاد الى موضعه والله صانع العجايب في كل حين انتقم منه لحقه في ذلك اليوم ضربان في احشاه وقارب الموت عاجلا ولم يتخلا عن ظلمه وفعله السوء ثم مضوا اولاد النار وسعوا ١٥ بالاب قايلين هذا يكاتب ملوك الروم وينفذوا اليه مال كثير فانفذ سرعة واحضر ابونا وامر باعتقاله في موضع ضيق ووكل به حفظة يحفظوه وعوّل على عقوبته الى ان يدفع له الف دينار وهو صابر ولم يزل يهدّده الى ان استقر الحال على اربع مائة دينار وفي جميع هذا والضربان يتزايد عليه والدم يجري من تحته ولا ينام ليلا ولا نهارا ولم يقدر له على طبيب يداويه ولم ينفع فيه دواء وكان الاب معتقل على الاربع مائة دينار ٢٠ ويدعو له ليلا ونهارا قائلًا ليدخل اليك يارب ابتهالي وتنهد المغلولين الاسرى واقام تحت الضيق اياما وهو يهدده ويخوفه بسبب احضار المال وكانوا تلاميذه واصحابه تحت حزن عظيم وقلق فاشاروا عليه بدفع ) المال فقال لهم الذي عليه روح النبوة ان كان

ما نخرج من هذا الموضع حتى ندفع ما طلبه هذا الظالم ففي اليوم السابع من دخولنا اليه يظهر ما يتعجب كل احد منه من احكام الله التي تظهر سريعاً ثم دفع الاربع مائة دينار واطلقوه هو ومن كان معه في الحبس وانا كاتب هذه السيرة الحقير كنت معه في السجن والرب الشاهد لقد تم كلام هذا القديس في اليوم السابع من وزنة الدنانير ونحن عنده حتى دخلوا اليه قوماً اعلموه بوفاة الوالي وان منادي ينادي في (265) الاسواق للناس قوموا ادفنوا الوالي فيجد كل احد الله صانع العجايب مع قديسيه وصاروا اهل البلد يبجلوا الاب ويكرموه لما صبر عليه من الشدائد والاحزان والضيق وان الله قد خلصه من جميعها ويظهر على يديه العجايب ولما ناله من الضيق والحزن والشدة اراد الله ان يريحه (1) من هذا العالم ويدعوه الى المساكن ١٠ النيرة ليكون في الحياة الابدية كما وعد القديس وقال تتنعم الى الابد وتحيا الى الدهر فاعتل بعد ذلك البطرك بحمّى وفي السابع من مرضه افتقده الرب واخذه اليه تنيح في اليوم الثالث والعشرين من بابه سنة خمس ماية ستة وستين للشهداء وكان يوم احد2 وقت تناول السراير المقدسة وكان مدة مقامه على الكرسي الانجيلي الرسولي ثمانية عشر سنة واحدى عشر شهر وحملوا جسده الى مدينة الاسكندرية وجعلوه ١٥ عند ابايه القديسين بمجد وكرامة وبكا الشعب عليه بدموع كثيرة (3) من اهل الاسكندرية رجال ونساء لعدمهم رجلا نبيا ومجاهدا ونال اكليل الغلبة وهذا ما شاهدته بعيني واختصرت (4) على ما شرحته من كثرة عجايبه ونحن ندعو الى الرب ان يجعل صلواته معنا ويجب عليكم يا ساداتي القديسين ويجب علي ايضا ان اعلمكم تمام نبوة مما كان قاله لي وهو في الحياة وتممه الرب بعد وفاته ليتعجب من يسمع ۲۰ ويمجد الله الممجد بمختاريه وقد بدأت وقلت ان في الزمان الذي انزل قاضي الظلم على الاب البلايا بمصر قال ان كنت انا خاطي فان الله ينزل على هذا الرجل الظالم انتقام لاجل فعله ولكن ليس في ايام حياتي بل بعد وفاتي ولما تنيح كان في ذلك الزمان ملكا للمسلمين اسمه جعفر ابن ابرهيم فانفذ الى مصر رجل اسمه يعقوب ابن ابرهيم

TO

غزيرة 3D

الاحد 2G

يخرجه (1)

واقتصرت DG ceteri

ليكشف احوال مصر ويعرفه بها فلما وصل اليها عرفوه بامر من الله حال القاضي الظالم وافعاله الردية التى فعلها سراً وجهرًا فعند ذلك اخذه (1) متولي الترتيب بغتة ولم يعلم فظهرت جميع اعماله البرانية (2) التي يراني بها الناس وافعاله الباطنية النجسة الذميمة فاخذه واشهره في جميع شوارع مصر وحلق لحيته ونظف راسه وكل احد ه يشاهده ورماه الحبس ونهب ماله وكلمن كان ينطوي عليه من اصحابه تبددوا في كل موضع حتى اولاده ثم نفاه الى مدينة الملك ومات هناك بموتة سوء والقاضي النائب عنه بالاسكندرية الذي امر بضرب الاب انبا يوساب عمل به مثل صاحبه واسر وهرب بعد ذلك (266) ولم يرجع احد يراه في المدينة ولم يعاينه احد الى الان وكلمن نظر هذا او سمع به تعجب ومجد الله بسبب هذين الظالمين الذين تم عليهما ۱۰ استحقاقهما والانتقام منهما كما هو مكتوب جاهل وغير فهم يهلكان جميعاً ذكرنا محبتكم جهاد الاب القديس انبا يوساب ونذكر لكم فعله طول زمانه ومدة مقامه على الكرسي لم يشغل قلبه ولا شغله ما نزل عليه من الامور الصعبة بل كان مداوم الصلوات ليلا ونهارًا وكان يختم قراءة المزامير في كل يوم خمسة وسبعين مزمورا بالنهار وخمسة وسبعين مزمورا الى نصف الليل خارجاً عما كان يقول من التسابيح بايتهال للرب ومسكنة وخشوع وهذه النعمة (3) التي كان عليها طول ايام حياته اعني التواضع والرحمة والسكينة والعفاف وملازمة الصلوات واعطاء الصدقات انه

بعد هذه حتى

السنين التي اقامها بطركا كان همه وفكره وحواسه مثل من هو في أركنا من قلاية(4) بوادي حبيب فنال بذلك اكليل اعماله من الرب يسوع المسيح وصار مع القديسين في كورة الاحياء . والمجد للاب والابن والروح القدس الى الابد امين

5) تم الجزء الثاني من سير البطاركة القديسين

صلواتهم تكون معنا وطلباتهم تحرسنا امين والسبح الله دائما ابدا

الرديئة F المرابية GABCD (2)

5) AB

ركن قلايته 4G

1) G ; ceteri j¿)

3) G tantum.