Imagens da página
PDF
ePub

شيء قبل ان يكون انت تعلم ما في قلبي وانني لا احب روحاً ولا مالا مثلك حتى ولا اولادي ولا نفسي ايضا وهوذا نموت في اللجج من اجل اسمك المقدس يارب يا الهي و مخلص نفسي وجسدي انظر لولدي الذين صارا متسمين (1) من اجل اسمك المقدس . ولما تمت هذا القول اخذت سكين وقالت يا رب يا ضابط الكل انت تعرف قلبي وشرطت بالسكين ثديها اليمين فاخذت منه ثلثة نقط دم فصلبت به على جبين ولديها الاثنين وفوادهما باسم الاب والابن والروح القدس وغطستهما في البحر وقالت قد عمدتكمها يا ولدي باسم الاب والابن والروح القدس ثم جعلتهما في حضنها وقالت ان كان لنا موت فاموت الآن انا وولدي . فلما نظر الرب امانتها الثابتة هكذى هدى ذلك الريح الشديد وصار هدوها كثيرا ووصلوا بعد ثلثة أيام الى ۱۰ مدينة الاسكندرية فلما دخلوا الى المدينة بمعونة الله الرحوم وكان ذلك اليوم يوم من جمعة المعمودية (2) وهي سادس (47) جمعة من الصوم الذي يعمد فيها الاطفال فتقدمت تلك الامرأة الى احد الشمامسة وقالت له يا ابي اريد اجتمع بالبطرك فقال لها وما حاجتك الى البطرك فقالت له يا ابي انا غريبة واريد اعمد ولدي هذين فقال لها الشماس مالك حاجة غير هذا قالت لا . قال لها اجلسي في البيعة هوذا البطرك يحضر ١٥ ويعمد الاطفال ويعتمد اولادك ففعلت فلما جاء الوقت وكمل الاب البطرك

معهم

القداس قدَّموا له الاطفال المتعمدين للمعمودية فعمدهم ثم قدموا له الولدين الذين للامرأة الانطاكية فلما اخذ البطرك الطفلين ليعتمدهما جمد الماء وصار كالحجر فلما رأى بطرس البطرك القديس هذا تعجب وامر بافرادهما ولم يعلم احد بجمود الماء ثمَّ أَمر ان يقدَّم له غيرهما فلما قدم له غيرهما من بعض الاطفال انحل الماء وصار ٢٠ كما كان اولا وعمد الذين قدموا له ثم امر ان يقدّم ولدي الامرأة ثاني دفعة فلما قدموا له جمد الماء ايضاً وصار كالحجر فابعدهما وقدموا اليه من اطفال المدينة ايضا فانحل الماء وعمدهم . ثم استدعى ولدي الامرأة ثالث دفعة فجمد الماء ايضاً وصار كالحجر فامر البطرك ارشي دياقن البيعة ان يحضر أمهما فاحضرها بين يديه فقال لها عرفيني أيتها الامرأة حالك وما دينك فقالت له انا من انطاكية واباي نصارى قال لها البطرك فيما

[ocr errors][merged small][merged small]

الذي صنعتيه لان هوذا الرب لم يقبل اولادك للمعمودية . قالت له اسمعني يا سيدي

=

الاب وطول روحك علي فان ابوتك تعرف العذاب الذي هو على نصارى المسكونة في هذه الأيام واكثره بانطاكية ولما كبرا ولدي هذين ولم اجد سبيلا لتعميدهما هناك قلت لابيهما ان يسير معي الى هاهنا ليعتمدهما فلم يفعل فاخذت ولدي هذين وخرجت بهما الى البحر وركبنا في مركب فلما توسطنا اللجج قام علينا نو حتى كاد المركب ان يغرق فاخذت سكين وجرحت ثديي اليمين واخذت منه ثلاثة نقط دم وصلبت وجوههما وفؤادهما وغطّتهما في البحر باسم الاب والابن والروح القدس ثلاث دفعات وهذا هو السبب في منع الرب لهما عن المعمودية فهذا وحق ابوتك المقدسة الذي فعلته فقال لها البطرك يشتد قلبك يا ابنتي لا تخافي فان الرب ١٠ معك وفي الوقت الذي جرحتي فيه ثديك واخرجتي منه الدم وصلبتي على وجوه ولديك بامانة الله الكلمة المتجسد الذي طعن جنبه على الصليب بالحربة وخرج منه الماء والدم هذا الذي صلب على ولديك بيده الالهية ثم ان البطرك صلى المعمدين ولم يقدر يعمد هما دفعة ثانية لان الرب قبلهما في البحر وقال مع البطرك (48) لا يقدر احد ان يعمد دفعتين لانها معمودية واحدة وهذين قد ۱۰ تعمدا دفعة واحدة بنيَّة امهما وامانتها وما فعلته

عليهما فقط

ثم انه وضع في ذلك ميمرا يقول فيه رحمة الله التي تنزل على الناس وناول الطفلين من السراير المقدسة ومسكهما وامهما عنده حتى عيدوا عيد الفصح المقدس ثم ساروا الى مدينتهم بسلام فلما علم زوجها ما فعلته مضى الى ديقــلاديانوس الملك الكافر وقال له اعلم ياسيدي الملك ان زوجتي قد زنت في هذه المدينة ولا منعتها مضت ٢٠ الى الاسكندرية وزنت مع النصارى من أيام كثيرة واخذت اولادي وعملت عليهم شيئًا يقال له المعمودية . وهوذا هي قد عادت الى هاهنا ما ترى ان اصنع بها فتقدم ديقلا ديانوس الى زوجها باحضارها وولديها ففعل ذلك فلما وقفت بين يديه قال لها أيتها الامرأة المستحقة الموت لماذا تركتي زوجك ومضيتي الى الاسكندرية زنيتي مع النصارى فقالت له تلك القديسة النصارى لا يزنوا ولا يعبدوا اوثان فمهما اردته افعله ٢٥ فأنك لا تسمع مني كلمة اخرى قال لها الملك عرفيني ما كان منك بالاسكندرية

فلم تجاوبه فامر الملك ان تشدّ ثدييها الى خلفها وان تجعل ولداها على بطنها ويُحرقوا الثلثة بالنار فحوات القديسة وجهها الى الشرق وولداها معها وهكذا اسلموا نفوسهم واخذوا اكليل الشهادة

ثم قال الملك لزوجها سقراطس من يفعل هذا بالاسكندرية قال له بطرس بطرك النصارى فلما سمع هذا امتلا غيظاً وغضباً لأنه كان مملو ا حنقاً على القدّيس بطرس البطرك لاجل ما وضعه من الكتب ردًا على عبادة الأوثان فكتب الى النواب عنه بالاسكندرية بان يأخذوا رأسه وفيها الجند مزمعين على ما امر به الملك وبطرس في السجن كما قلنا علم اريوس الكافر أنهم يريدوا قتله فخاف ان يتنيح البطرك فيبقى هو مربوط فمضى الى [۱] قساً وشمامسة وجماعة من الشعوب وسألهم الدخول الى ١٠ السجن بأن يتراموا على رجلي البطرك ويسألوه ان يحله من رباطه وظنُّوا أَنه فعل ذلك ديانة فاجابوا سؤاله ودخلوا اليه السجن وسجدوا بين يديه وصلوا ثم وضعوا له مطانوات وسألوه ان يحل اريوس من رباطه فصرخ البطرك بصوت عظيم وقال تسألوني في اريوس ثم رفع يديه وقال يكون اريوس في هذا الزمان وفي الآتي ممنوع (1) من مجد ابن الله سيدنا يسوع المسيح فلما قال هذا نزل عليهم خوفاً عظيماً ١٥ ولم يجسر احد يرجع يكلمه فلما رآهم قد خافوا منه طيب نفوسهم ونهض من وسطهم واخذ معه الشيخين ارشلا والاكسندروس تلميذاه وانفرد بهما وقال لهما الله اله السموات يعينني على كمال شهادتي (49) وانت يا ارشلا القس تكون تجلس على هذا الكرسي بعدي واخوك الاكسندروس بعدك ولا تقولا ان ليس في رحمة . فانا رجل خاطي لكن في اريوس مكر مخفي وليس انا احرمته بل المسيح احرمه انا اعلمكم انني في ۲۰ هذه الليلة لما اكملت صلاتي ونمت رأيت شاب قد دخل علي ووجهه يضيء كضوء الشمس وعليه ثوب متشح به الى رجليه وهو مشقوق وهو يمسك موضع الحزق بيديه ويغطي به صدره وعريه . فلما رأيته نهضت مسرعاً وصرخت بصوت عال وقلت يا سيدي من الذي شق لباسك فقال لي اريوس خزقه فلم تقبله ولا يكون له معك شركة واليوم يأتيك قوم يسألوك فيه فلا يرضا قلبك عليه وقد نهيتك عن ذلك وكذلك

[ocr errors][merged small]

1

ان

تلميذيك ارشلا والاكسندروس الذين يجلسوا بعدك على الكرسي اوصيهم لا يقبلوه وهاهنا انقطع الكلام معه وانا الان اكمل شهادتي وقد أوصيتكم ما امرت به وانتم يا اخوة تعلموا كيف كنت معكم زماني كله وما لقيته من التجارب وموامرة الكفرة عباد الاوثان وكيف كنت هارب من مكان الى مكان من سادميا الى الشام والى فلسطين والرملة والجزاير ولم افتر من مكاتبتكما سراً وجهرا وتقوية الشعب بقوة السيد المسيح نهارا وليلا ولم اغفل عن القطيع الذي اتمنت (1) عليه وكان قلبي متألما جدا ومع هذا كله لم ادع الاهتمام بفيلا [اس] وسيخوس وبخوم وتاودوروس(2 الذي سجنوا لاجل الامانة بالسيد يسوع المسيح واستحقوا النعمة الله وكنتُ من اكاتبهم واذكرهم في رسائلى من سادتنا وكان علي تعب عظيم ومجاهدة لاجلهم ليلا ا يجري عليهم شيئاً مع الكهنة الذين في السجن واكثر من ستمائة وستين نفس صاروا شهداء وانا الان كما تعلما انتما مهتم بجميعكم فلما سمعت أنهم استشهدوا سجدت وشكرتُ الذي قواهم يسوع المسيح واعدهم مع شهداه كذلك اسأله ان يعدني معهم وقد علمتها الشرور التي لحقتني من ملطيـــوس الاسيوطي الذي قسم بيعة الله التي اشتراها السيد المسيح كلمة الله بدمه المقدس ووضع نفسه عنها . ١٥ وجعل الاب البطرك انبا بطرس يعلّمها ويوصيهما بالتحفظ من مكر ملطيوس المذكور ان لا يختلطوا معه وقال لهما هوذا تشاهداني مرتبط بمحبة الله وانا منتظر ارادته لان اعوان ديقلاديانوس تؤامروا كل يوم بالقتل كما تعلما وهم مزمعون على ما اومروا به . فانا غير خائف على نفسي بل مشتهي ان اكمل سعي الذي قدمني الله له وخدمتي التي قبلتها من الرب يسوع المسيح الاهي وهو يعينني على ٢٠ كمالها. ومن الان ما تريا وجهي في الجسد بعد هذا اليوم وانا اشهد لكما اني قد اظهرت لكما كل شيء وقد خلصت وبريتُ من الاثم فاحفظا القطيع (50) الذي اتمنتكما عليه روح القدس واحرسا بيعة الله الذي اشتراها بدمه . وانا اعلم أنني بعـــد مفارقتكم يقوم قوماً من الشعب ويتكلموا بكلام تجديف غرضاً في ان يقسموا البيعة

اوتمنت (1)

2) Codd.aglig; cf. Euseb. h. e.8,13,7 Φιλέας τε καὶ Ἡσύχιος καὶ Παχύμιος καὶ Θεόδωρος

-

كما فعل ملطيوس الذي تبعه جمع من الشعب وانا اطلب اليكما ان تتيقظا لانكما تلقيا قلقاً . وقد علمتها ما لحق الاب تاونا الذي رباني وجلست بعده على كرسيه وما لقيه من الشرور من عباد الاوثان . وارجو ان يصير لي مثل نعمته ونعمة الاب ديونوسيوس الذي كان مختفي من مكان الى مكان من اجل صبليوس المخالف وماذا اقول من اجل ياروكلا وديمتريوس الاثنين المغبوطين وما لقيا من الشغب والمشاحنة من ارجانس المعتوه وجميع ما كان منه واباؤنا الذين كانوا قبلنا وما احتملوه عن بيعة الله . لكن نعمة الله التي كانت معهم هي التي كانت تظللهم وتحفظهم . وقد سلمتكما الان الى الله بكلمة النعمة الذي له القدرة ان يحفظكما ويحفظ قطيعه ولما قال هذا حتى على ركبتيه وصلَّى وسجد معهما وصلى وشكر وضمهما اليــه ١٠ معتنقاً لها وقبلهما . وكانا يقبلا يديه ويودعاه بالبكاء اعني ارشلا والاكسندروس لاجل قوله لهما انكما لا تروني بعد هذا اليوم في الجسد . ثم عاد الى الجمع الذي كان قائما فيه فوقف معهم وخاطبهم وقواهم وصلى عليهم وباركهم وعزاهم واصرفهم بسلام . فلما مضوا عنه تحدثوا الشعب بما قال وبما جرى منه في السجن بسبب اريوس . سمع الشعب ذلك تعجبوا وعلموا ان الله معه وقد أفرق اريوس منهم. وعلم اريوس بهذا الامر فسكت واخفى روحه وامره ومكره لا نقطاع رجاه من بطرس البطرك . فلما علم الاب بطرس ما صار بين الجند وبين اهل المدينة بسببه ومنعهم الجند ان يدنوا من الجبس الذي هو فيه خاف ان يقتلوا احدا هو فيه خاف ان يقتلوا احدا بسببه واراد حفظ شعبه المؤمنين ان يفديهم بنفسه. فانفذ الى الجند سرا وقال لهم تعالوا الليلة الى حائط السجن الذي ادقه لكم من داخل فانقبوه وافعلوا ما امركم به الملك . فلما ٢٠ سمعوا (1) ذلك قبلوا قوله ومضوا في تلك الليلة سراً الى الموضع الذي قال لهم وهو مكان كان فيه مفردًا عن (2) المعتقلين لا يعرفه احد منهم فدق الحائط من داخل فلماً سمعوه نقبوا موضع الدق وفتحوه . فصلب على وجهه واخرج رأسه لهم من الطاق التي فتحوها وقال : الاصلح ان اسلّم روحي ولا تهلك من اجلي الشعب. فقطعوا الجند رأسه ومضوا . فيا لهذا الفعل العجيب جدا . فحدث في تلك الساعة ريح

فلما

[blocks in formation]
« AnteriorContinuar »