Imagens da página
PDF
ePub

بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد

كتاب سير الآباء البطاركة

رزقنا الله بركة صلواتهم

خلفاء الاب البشير ماري مرقص الانجيلي المبشر بالانجيل المقدس وبشرى ه السيد المسيح بالمدينة العظمى الاسكندرية واقليم مصر واقاليم الحبشة والنوبة والخمس مدن بالمغرب وهي افريقية وما معها كل هذه وقعت بالقرعة في كرازته بإلهام روح القدس وكانت شهادته بعد تمام كرازته وبشراه وكتابته الانجيل باليونانية وكمال سعيه في مدينة قيسون وهي الاسكندرية وتسمى باللغة العبرانية مدينة امون وسيرته تذكر ما جرى له وبشراه وما جرى عليه مشروحة في اول السير الذي ا تضمنها هذا الكتاب وورثوا ابهاتنا الارتدكسيين البطاركة من بعده تعاليمه المخلصة للنفوس من الجحيم وثبتوا على ما سلّمه لهم من حفظ الامانة الارتدكسية والتمسك بها والصبر على الشدائد بسببها في كل زمان الى النفس الاخير يعنى الى الموت وجلسوا على كرسيه واحد بعد واحد خلف بعد سَلَف فكلهم خلافاه ورعاة رعيته (1 ومقتديين به وبايمانه في المسيح. هذه السير أجمعها (2) واهتم بها من كل مكان الاب ١٥ الجليل انبا أسويوس (3) بن المقفع اسقف أمدينة (4 الاشمونين ذكر أنه جمعها من دير القديس ابو مقار ودير انهيا ) وغيرهما من الديارات وما وجده في ايدي النصارى منها اجزاء متفرقة . فلما جمعها اخوكم المسكين في هذا الكتاب الواحد بعد بحث واجتهاد ووهب له الرب مدة طويلة من العمر حتى وصل يوم ان كتب هذه السيرة واهتم بها ولم تكمل له الى كمال ثمنين سنة من عمره والى الله ارغب الاعانة على فهم ٢٠ ما نقراه منها والطاعة لهم والعمل باوامرهم واتباع آثارهم والتمسك بإيمانهم انه سميع مجيب والشكر الله دائما سرمدا . آمين (6)

10

(1) فيها DE) بمدينة 4D ساويرس ) جميعها Codices ) ورته DE

اللهم اغفر خطايا المهتم الناسخ والقارئ برحمتك يا ارحم الراحمين آمين add

بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد المجد الله باعث العلوم ومنديها

وخالق الامور ومنشيها وصانع الخلائق ومكونها ومهدي من يشاء ومصطفيه ورافع من يختاره من عبيده صفوته وخلفه الصالحين وينتخبه ويرتضيه الذي يرفع من الارض مسكيناً ومن المزبلة فقيرا فيجعله ملكا على خلقه ومسلّطاً على تدبير عباده وبلاده وكرسي العزّ يورثه ليحكم في الارض بالعدل وبين الناس بالحق اليقمع (1) القوي عن الضعيف (3) وينقذ المظلوم من الظالم وذلك حكم الله وحكمته الذي لا يفهمها احد من المخلوقين المخفية سرائره عن الحكماء وذوي الالباب الذي يقيم في كل زمان من يُضاهي اهله الرؤوف المتحنّن السيد المسيح الذي ابذل نفسه بسر تجده عن خلاص خلقه وغلب الاقوياء بالتواضع والسكون الناطق على افواه ۱۰ انبيائه بروح قدسه في الوقت الذي شاء ان يظهر فيه على الارض وتجسد لخلاص عالمه الذي خلقهم كشبه صورة سلطانه ظهر فيهم متجسَدًا من مريم العذرا افضل نساء العالمين الذي اصطفاها من ذرية آدم الذي اخطأ وخالف رَبَّهُ واطاع عدوه وترك وصيّة خالقه فوجب ان يموت بالموت كما قال الله له وحذَره من معصيته فلم يقبل واراد ان يكون إلها ويتشبه بخالقه فانوهق في فخ العثرة فتحنن الله الكلمة عليه ١٥ ورحمه وتجسد الغير مخلوق في لاهوته المرئي (2) بناسوته البري من كل خطيئة وحملته مريم ال العذرا الطاهرة وولدته بالسر الذي لا تدركه عقول المخلوقين مفضّلها بذلك على جميع العالمين السماويين والارضيين والملائكة والقوات والارباب والكارو بيم والسارافيم وكل من خلق من السماويين والارضيين وصارت كرسي رب الاولين والآخرين من غير افتراق ولا تغيير لا يحويه مكان ولا يحصره زمان ولما قضى تدبيره ٢٠ بحكمته الغير مدروكة واتحاده المخفي سره عن كل من في السماء والارض اصطفى تلاميذه الحواريين واعطاهم السلطان العظيم وجعل لهم ان يربطوا ويحلُّوا كذلك خلفاهم من بعدهم يرثوا هذه العطيَّة في كل اقاليم الدنيا خَلَف بعد سَلَف فانتقل ميراث هذا السلطان الذي دفعه المسيح للاب البشير العظيم مرقس الحواري الى خليفته الذي يجلس على كرسيه من البطاركة بالمدينة العظمى الاسكندرية وما يليها من اقاليم

[ocr errors][merged small][merged small][merged small]

كرازته فهو اول بطرك رعى رعية المسيح ثم تبعوه الآباء البطاركة المؤيدين جيلا بعد جيل وهذا الكرسي خاصة دون غيره من الكراسي لا يتقدم عليه بطرك وينـــال عند الله المنزلة الشريفة والدرجة العالية المنيفة الا من قد جربه وابتلاه ولقي من التعب والنصب ومقاومة الاعداء والجهاد من المخالفين ما ضاهى به تلاميذه ورُسُلَهُ المؤيدين بروح قدسه الاطهار المبشرين الذين اصابهم من الهوان والضرب والسياط والرجم والصلب والتغريق في لجج البحار وحريق النار والجراح والرمي من الاماكن العالية الى الارض والقتل بالسيف واصناف العذاب مما لو شرحناه على نصيه لطال شرحه وعَظُم وصفه واقشعرت من سماعه الابدان ولم تسع (4) الكتب ولا المصاحف يسيره وكانوا في الصبر والاحتمال لذلك كله مقتديين برتهم ومعلمهم ومسيحهم ومرسلهم ا ليعمدوا الامم والخلائق ويجذبوهم الى الايمان به وعلموهم ما ينتفعوا به على طول الدهور والاجيال والاحقاب آخر ايام الدنيا مما فيه خلاص نفوسهم في الآخرة والدنيا وورثوا علومهم الخلفائهم الآباء البطاركة بكل اقليم وصلت اليه كرازتهم وبشراهم لان البطاركة خلفا هم واتباعهم فبذلوا نفوسهم في حفظ من التمنوا عليه من بني المعمودية المؤمنين الارتدكسيين كما قال الرسول العظيم المعلّم الفاضل بولص المصطفى سراج ١٥ بيعة الله بل قد نفتخر بما نقاسي من الضيق لانا نعلم ان الضيق يكمل الصبر فينا والصبر محنة وابتلاء والشدائد داعية الى الرجا والرجا لا يخيب لأنه يفيض على قلوبنا محبة الله بروح القدس كما قال ايضاً أنكم ان اهملتم وتركتم بغير ادب ولم تلذعوا بما لذع به الصفوة من قبلكم من اولياء الله فقد صرتم غرباء من الله غير قريبين منه ومثل هذه الشهادات كثير في كتب البيعة منه ومن غيره من الرسل المؤيدين ٢٠ والاباء المعلمين بعد الانبياء المكرمين ولم يزالوا دافعين لاقوال المخالفين مجتهدين في الرد عليهم معاندين لهم داحضين مذاهبهم مظهرين للناس كفرهم وفساد اعتقادهم ويضعون على كل كلمة ميمر الى ان ملوا بيعة الله ميامير ومواعظ وعلوم روحانية ولم يهملوا درس كتب الله وآدابه ووصاياه غير مهملين لكل الآداب البيعية وغيرها الالفاظ الذي يحتاجوا اليها في وضع ميامرهم طالبين والى كل من جواهر ٢٥ الكلام الالهي والادب راغبين حتى بلغوا وادركوا بغيتهم وحصروا دعوة باريهم

10

من

[ocr errors]

منهم

هوذا انا والبنين الذين اعطيتني ولم يهلك منهم

احد

وداعيهم قائلين كلا ففازوا بالدرجات العالية والمنازل الذي بالنعيم والنور متلألئة الذي خيراتها دائمة غير بالية ولم يكونوا في حين رعايتهم يخافوا من الملوك الطاغية ولا زالت قلوبهم ونياتهم في حب الله وتعليم الناس ما فيه خلاص نفوسهم سرا وعلانية ولا كانوا في رعايتهم ساهيين ولا لاهيين ولا مقتنين لشيء من امتاع (1) الدنيا الفانية بل سامعين أطائعين (2) لامر ربهم وعلى تأديبهم وتعليمهم منعكفين وبقوانين الله واحكامه قائمين وكانوا في عيون رعاياهم عظماء عالمين واذا شاهدهم احد منهم وافعالهم او المخالفين لهم ولمذاهبهم مجدوا الله من اجل اعمالهم لتمام الكلام الانجيلي (3) الذي قاله انتم نور العالم لا تستطيع مدينة تخفى وهي على جبل ولا يوقد (5) سراج فيوضع تحت مكيال ١٠ بل على منارة ليضي لسائر من في البيت هكذا ليضي. نوركم قدام الناس فيرون اعمالكم الحسنة فيمجدون اباكم الذي في السموات كما قال بعض الحكماء من رقى

.

درجات العلوم والهمم (4) عظم في عيون الامم ومن كرم خلقه حقه . من هان وجب عليه المال توجهت اليه الآمال . من عقل زال ظلمه ومن عدل نفذ حكمه . الرئيس من يذب بملكه عن دينه ولا يذب بدينه عن ملكه . واحسن ما قيل في بعض جواهر ١٥ الكلام ان الراعي الصالح يصلح الرعية وبالعدل يملك البرية . من عدل في سلطانه استغنى عن اعوانه . من كان فضله على الناس بمرتبة الرئاسة ومزية السياسة فحقيق عليه ان يحفظ بحسن الرعاية مرتبته لتدوم له النعماء ويسعد في الدين والدنيا . ومن مكنه الله من ارضه و بلاده واتمنه على خلقه وعباده ورفع محله ومكانه فحقيق ان يؤدي شكر الله بالامانة ويخلص الديانة ويجمل السيرة ويحسن السريرة ويجعل ٢٠ الخير دأبه المعهود والاجر غرضه المقصود . فالظلم يُزِلُّ القَدَم ويجلب النقم ويزيل النعم ويهالك الامم . العجول مخطئ وان ملك والمتأني مصيب وان هلك. من استند برأيه وقع في شرك اعدائه. من ركب العَجَل ادرك الزلل . من فعل ما شاء لقي ما ساء. زوال الدول من اصطناع السفل من استعان بذوي العقول ادرك المأمول من استشار . ذوي الالباب أسلك (5) الصواب. حسن السياسة نور الرئاسة . سوء التدبير سبب التدمير .

.

٢٥ ادرك C والعمل فقد ( الالاهي (3 مطيعين (2) امور (1)

اصطناع الجاهل اقبح رذيلة واصطناع العاقل احسن فضيلة لأن اصطناع العاقل يدلُّ على استحكام العقل واصطناع الجاهل يدلّ على استحكام الجهل وكل امرئ يميل الى مثله وكلّ طير يأوي مع شكله (1) اعلم بأن سبب هلاك الملوك الطراح ذوي الفضائل واصطناع ذوي الرذائل والاستخفاف بنصح الناصح والاغترار بتركية المادح. والله الموفق للصواب بجوده ومجده وقدرته وعظمته أنه على ما شاء قدير له المحد دائما

قال المصنف لهذه السيرة ساويرس ابن المقفع الجامع

لما علمت انا البائس الخاطي الغارق في بحر اثامه النـــادم المفني بالخطايا أيامه المتأسف على تفريطه وتضييع شهور عمره واعوامه بالامل والتسويف المفسدين لدينه وقوامه وتحققت ما انعم له السيد المسيح المخلص لذكره السجود على جميع بني ١٠ المعمودية الذي اشتراهم بدمه العظيم (6) ومعطي سلطانه وموهبة روح قدسه لتلاميذه واتباعه الاثني عشر والاثنين والسبعين المنتخبين ومن يتبعهم مثل بولص معلم البيعة الذي خصه الله بدعوته لعلمه بقوة ايمانه وغيرته . ومن اصطفاه لكرسي شهيده وتلميذه المبشر بالنجيله ورسوله الى أخلقه (2) وشعو به اول بطاركة اقليم مصر والخمس مدن وهي برقة وفَزَّان والقيروان وطرابلس الغرب وافريقية والحبشة ١٥ والنوبة كل هذه وقعت في كرازته بامر روح القدس وكان شهادته بعد كرازته باسم السيد المسيح في مدينة اسكندرية على ما شهدت به سيرته وورثوا ابهاتنا البطاركة تعاليمه المخلصة للنفوس من الجحيم وجلسوا على كرسيه واحدا بعد واحد خلفاً بعـــد سلف فكلُّهم خلفاه الناقلين عنه ورعاة رعيته ومقتدين بايمانه في المسيح ماري مرقص الانجيلي الطاهر والناظر وجهه . ومن بعده خلفاه البطاركة واردة معرفة سيرتهم ۲۰ واسماهم وتقلبهم كل منهم في عصره وزمانه وما لقيه من التعب والنصب والجهاد على اسم سيده ومسيحه وحفظ رعيته وقت بعد وقت وزمان بعد زمان وانا ممن لا يجب -Bardenhe ; كل شيء يميل الى شكله 47 .Cfr. Freytag, Proverbial 1, p (1

[ocr errors]

wer: In Hermetis Trismegisti de castigatione animae libellum Prolegomena

يا نفس اني ارى كلّ شكل يحن الى شكله وكلّ نوع ينضاف الى نوعه 2 .Bonna 1873) p)

حقله (2)

« AnteriorContinuar »