Imagens da página
PDF
ePub

وهو صادق امين من اولاد البيعة ان ذلك المكان صار مثل بير مظلمة تنتهي العمق وقام ستة شهور والنار تطلع منه الى الجو ورائحة نتن عظيم تصعد منه حتى لا يقدر احد يقربه وهو بعيد من الدير خمسة وعشرين غلوة الى تمام ستة شهور وكذلك دير القديس انبا شنوده في جبل ادريبا انتم تعلمون ان كثير من القديسين يتنبوا فيه وبخاص الطوباني الارشيمندريدس ابا سبب لانه كان انسان على طريق حسنة في حياته وبعد ذهابه الى الرب نظرنا قبره باعيننا قد بني عليه بيعة من كثرة العجائب والشفا والبر والذي يظهر من جسده المقدس الى الان ما لا يحصى من كثرته لانه يكون منه عجائب في كل يوم وفي برية وادي هبيب ايضا كانوا قوم قديسين ينظروا رؤيا وجليان واطلعهم الله على ما في العالم يشاهدوه كانهم حاضرين في ۱۰ جميعه فمنهم من كان يظهر له السيد المسيح والحواريون الابرار المقدسين فيقيموهم (1) في ضيقتهم وعبادتهم ومنهم من كانت الملائكة القديسين يظهروا لهم وكان منهم شيخ في دير ابو مقار اسمه يونس من اهل شبرا منسينا التي هي ارواط قبضوه البربر ثلثة دفعات واسروه وجعلوه عبد وضيقوا عليه وانزلوا به بلايا فنظر الرب الى صبره كل دفعة فاعاده الى ديره المقدس بعد ذلك صار اغومنس لانه كان كاهناً وهذا ١٥ كان قانون برية وادي هييب اي قس انتهى اليه الطقس قدموه اغومنس فلم يتناول السراير المقدسة حتى نظر السيد المخلص في المنام والسيدة العذراء واسرار عظيمة ظهرت له وكان معه قديسين في هذه البرية لا يجب اظهار امرهم وكان له تلميذ اخر اسمه ابياخس من ارواط واستحق الاخر طقس القمصية بعده وكان تقلبه مثله في كل افعاله وعليه نعمة عظيمة مثل موسى النبي في زمانه وكان يشفي المرضى ٢٠ ويبري كل علة وصار عمره اكثر من مائة سنة وحلت عليه نعمة الروح القدس

[ocr errors]

-

واطلع على امور جليلة حتى صار يعلم الغيب من قبل ان يسايله احد وكان له اخوة روحانيين احدهم ابا جرجه والاخر ابا ابرهام وكانوا قديسين بتقلب حسن وافعـــال عظيمة وشهدوا من اجلها ثقات انهما سارا بسيرة الكبير انطونيوس وتتماها وكان الشعب في ذلك الزمان متعبدين الله باجتهاد وكانوا يشاهدوا في البيعة بني المعمودية

فيقووهم (1)

كأنهم خراف بيض صغيرهم وكبيرهم واذا بواحد من الشعب قد كسل ورجع عن حسن العبادة فشاهدوه هذه الشيخين وقد عاد لونه اسود في وسط الاخوة واذا

عن

ما سرحوا الكهنة الاخوة مضيا الى قلاية ذلك الاخ فقالا له توب (138) كسالك ووعظاه وعزوه فاذا كان بالغداة وحضر الى البيعة فينظراه قد ابيض اكثر من جميع الاخوة فمجدوا الله على رافته على جنس البشر هكذا ان اردت ان اذكر افعال القديسين فما يسعني الزمان ولا تحصيها الاقلام ولا تسعها القراطيس والمجد الله دائما ابدا

قسما البطرك وهو من عدد الاباء الرابع والاربعون

ثمَّ لما تنيح الاب الاكسندروس قدموا عوضه رجلا اسمه قسما وكان راهب ۱۰ قديس من برية ابو مقار وكان من اهل بنا فاجلسوه بغير اختياره فلم يدع السؤال للسيد المسيح ليلا ونهارا ان يقبله اليه فلما كان تمام خمسة عشر سنة تنيح بمجد وكرامة في اخر يوم من بوونه وكان بظاهر مربوط دير يعرف بطمنوه وكان فيه راهب شيخ قديس روحاني وشاب اخر راهب وكانوا يعذبون اجسادهم بالحديد والسلاسل وكان رئيسهم اسمه يحنس اعطي نعمة ونبوة ورأى عجائب دفعات كثيرة وكان له ۱۰ تلميذا يخدمه اسمه تاودورس وكان حاسدًا لافعاله وهو سالك تقلبه واعماله كلها بمحبة روحانية وكان قد زاد على كل من في الدير بافعاله وعلى الدياقنية ومائدة الاخوة وعلى كل اسباب الدير وخدمته طالب الاتضاع في كل حين وكان متبع قول المسيح لتلاميذه من اراد ان يكون منكم كبيرًا فليكن لكم خادماً وكان فعله هكذا الى شيخوخته كما قال لنا من فاه المقدس عند استحقاقه البطركية وكان يعلمنا ٢٠ ويحتنا على التواضع في كل حين ولما كان في حياة الاكسندرس ابيه الروحاني قال له بنبوة يا ولدي تاودرس امن انني لا اكذب فقال له نعم يا ابي انني ما سمعت باسم الكذب من فاك قط قال له الاب وفي نسخة اخرى قال له الشيخ يا مؤمن بالله ان في السنة التي يتنيح فيها الاكسندرس انا بمسكنتي اتنيح معه وانت تجلس على كرسي الاب الجليل ماري مرقس وليس بعد الاب الاكسندرس لكن بعد الذي

يأتي بعده فتم كلامه الشيخ الارتدكسي الارشيمنطريدس وكان شعب الاسكندرية الكهنة والاراخنة مهتمين في من يقدموه عوضاً من ابا قسما حتى اظهر الرب في قلوبهم ذكر الاب الراهب القديس تاودرس فمضوا الى الدير واخذوه واحضروه الى الاسكندرية

(139) تاودورس البطرك وهو من العدد الخامس والاربعون واجتمع جماعة من الاساقفة القديسين واوسموا الاب القديس تادروس بطركا بامر السيد المسيح وكانت امور الابسقوبية والبيعة الارتدكية نامية مستقيمة كل يوم من أيامه حتى عادت الى ما كانت عليه اولا واكثر الى ان صارت كأنها لم تنهب اولا وكان رجل صالح وديع محب لكل احد حسن الصورة مثل ملاك الله ١٠ لم يكن في ايامه شيء من الشرور وكان عبيد الله الملك بمصر ينزل عذاب و بلايا. وخسارات على اهل مصر واضاف على كل دينار من الخراج ثمن دينار وكان يحدث امور على الناس حتى ان الدينار قلّ وعزّ ولما تمادى على ذلك لم يصبر الله عليه لكن اثار عليه قوم من مقدمي المسلمين مضوا الى هشام (1) الملك وعرفوه الشرور التي يفعلها وما احدثه من البلاء في مصر فامتلأ عليه غيظاً وكتب للوقت ١٥ يعزله وانفذ امير وجماعة معه بغضب عظيم وامر ان ينفى ولده الاصغر اسمعيل الى بلاد البربر اعمال افريقية و ينفى منها الى مغرب الشمس و يعذب لانه ما يفعل ما امره به ففعل به ذلك سرعة وجعل ولده الاكبر ابو القاسم بمصر واليا وولاه امورها عوضاً من ابوه ونفى المذكور الى البربر . ولما اقام هناك يسيرا ملك على البربر بافريقية وكان ولده اسمعيل هناك الى ان ينفى الى حيث امر الملك وكتب الى ۲۰ هشام (١ يستعطفه ويتوب اليه مما كان منه ويسأله ان يوليه تلك البلاد فولي على البربر بافريقية وكانت افعاله ايضاً رديَّة فاخذ بنات الناس الملاح وبنات المقدمين فانقذهم الى هشام (۱) الملك سراري ويكتب اليه انهم جوار اشتراهم له سراري وكذلك النعاج اذا قربت ولادتها يشق بطونها ويخرج منها الخراف بعد ان يصوفوا هاشم Codices (1)

[blocks in formation]

فيأخذ جلودهم يعمل منها فري وينفذها الى هشام 1 ويقول له انه ابتاعها له حتى افنى نعاج كثير من تلك البلاد فتشاوروا عليه البربر ان يقتلوا ولده اسمعيل واهل قدامه بيته . فاخذوه ونساءه واولاده وسراريه وكل ما ينطوي اليه وقتلوهم جميعهم وهو ينظرهم وشقوا بطون النساء وترعوا الاولاد منها وطرحوهم قدامه ثم جابوه الى ه افريقية وهو مربوط قدام ابوه وقتلوه قدامه وهو ينظره بعد ان شقوا بطنه اولا وضربوا به رأس ابوه ووجهه ثم اخرجوا ابوه من ديارهم وهم وراه يشتموه وهو حزين باكي وكان ابونا تادرس قد عاش ورأى جميع ذلك (140) ثم افتقده الرب ومضى اليه بشيخوخة حسنة وبنعمة السيد المسيح كانت البيعة تنمو بغير مقاوم لها ولا شقاق فيها في جميع ايامه واقام على الكرسي الرسولي احد عشر سنة ونصف وتنيح في ١٠ سابع يوم من امشير

السيرة السابعة عشر انيا خابال البطرك وهو من

العدد السادس والأربعون

كما قال الكتاب في المزمور ٤٧) (2) الذي سمعنا رأينا واخبرونا اباؤنا وكما اخبر موسى النبي فانه كتب ما كان في الارض من آدم الأول الى زماننا هذا ثم بعده ۱۰ الانبياء الذي تنبوا بما يكون ثم بعدهم الحواريون القديسون كرزوا بما شاهدوه وكذلك كل من كان بعدهم على هذه القضية وتعاليم الاباء المؤيدين الذين للبيعة والكلام المقوي للامانة والاخوة بني المعمودية اللابسين النور والاباء المؤيدين الذين اثبتوا الاساس القوي والدعامة الوثيقة والرب يسوع المسيح المخلص الذي نجانا وخلصنا من اثامنا بتجسّده من العذراء الطاهرة والمنعم علينا بفتح قلوبنا واذهاننا ۲۰ بسماع كتبه المقدّسة فيلن ويسبس وارياوس الذي من اليهود الذين اخبروا اولا بخراب اورشليم والذين وضعوا لنا سيرة البيعة المقدسة افريقنوس واوسابيوس واسطز امنوس (3) اظهروا لنا الجيد والردي والبلايا التي حلت بالقديسين والرعاة

[blocks in formation]

من

لقطعان السيد المسيح وما نالهم من التعب على البيعة والشعب الارتدكسي المتوليين في كل زمان ليس كورة مصر فقط بل وانطاكية ورومية وافسس الذي

كان فيها مارسيس نسطور الذي يستحق لسانه القطع من اصله وبقية المخالفين في ذلك الزمان وبدد الله جميعهم مثل الغبار امام الريح مثل الاسد الحكيم كيراص الذي قطعه وغيره من المخالفين وجعل كتبه في ساير بيع المسكونة الارتدكسية كما اظهر لنا ذلك الكتاب الذي ابتدا باسمائهم الى ان انتهوا الى المعترف المجاهد بالحقيقة ديسقرس الذي احرم لاون الذي هو السبع المفترس للانفس كاسمه واحرم الثلثمانة والثلثين المجتمعين بخلق دونية واحرم مرقيان الملك و باخارية الملكة المرذولة وجعل جميع من اتبع لاون تحت الحرم واخرج بامر الملك والملكة ومضوا به الى ۱۰ النفي وتم جهاده هناك واعاد نفوس كثير الى السيد المسيح على يديه وكل ما جرى كتب به الينا الى هاهنا في تاني عشر سيرة من سير البيعة وبدوا بكتب ما بعد ذلك من الاب كيرلص وهو في دير ابلاج يسأل عنها الى الاب المعترف الاكسندرس المعلم والكاتب في زمانه الشماس الارشي دياقن صاحب الاب البطرك انبا سيمون (141) بطرك الاسكندرية وكاتبه الراهب ابا جرجه فكتب ذلك في جبل القديس ١٥ ابو مقار بوادي هبيب واعلمنا ما جري في زمان مرقيان الملك الكافر وما لحق ابانا من التعب وما جاء بعدهم الى زمان سليمن ابن عبد الملك ملك المسلمين الذي ولي بعده الملك عمر ابن عبد العزيز الذي هزم اسامة الملك الكافر الذي كان قبله بمصر ومن اجل ذلك اسألكم انا البائس الحقير ان تسألوا السيد المسيح عني ان يحل رباط لساني الناقص بصلواتكم ويفتح قلبي المظلم و يعطيني معرفة الكلام ۲۰ فلعلي اقدر اظهر لكم ولابوتكم ما تطابوه مني مما لا تصل اليه قدرتي ليس كمعلم ومهدي اكثر منكم ولكن كمتعلم ولما نظرت ما كتبته بعيني وكثرته علي واسته يدي وما سمعته من الاحباء قبلي ممن يصدق ويؤمن اليه لنلا اكون على قول الانجيل الصادق في العبد الذي دفن فضَّة سيده في الارض واقول لقدسكم انا البايس الحقير في الناس أنني تمثلت بقول داود عن الباري سبحانه في المزمور ١١٢(1

[ocr errors][merged small][ocr errors]
« AnteriorContinuar »