Imagens da página
PDF
ePub
[ocr errors]

يديه ما يقتات به فخرجت من الاسكندرية الى اغراوة وخرج الصبي الى البحر يشرب ماء فخطفه التمساح والسجلّ مربوط معه وامه تبكي وتحترق عليه فرجعت الى الاسكندرية فاعلمت الامير الغير مؤمن ما جرى عليها فلم يتراءف عليها بل اعتقلها حتى وزنت عشرة دنانير بسبب السجل وانها دخلت المدينة بغير سجل وباعت ثيابها وكل ما لها وطافت تتصدق حتى اوفت العشرة الدنانير وكان الشيطان الذي كان موافق له وقلبه مثل قلبه يلقي في قلبه كل اليوم سوء ثم نفذ كشف الديارات فوجد فيها جماعة من الرهبان بغير حلاق في ايديهم فمنهم من ضربت رقبته ومنهم من مات تحت السياط ثم انه سمر باب البيعة بالحديد وطلب منهم الف دينار وجمع مقدمي الرهبان وعدهم والتمس منهم عن كل واحد منهم دينار وقال متى لم تقوموا بذلك هدمت البيع واخر بتها ۱۰ وجعلتكم في مراكب الاسطول فقلقوا شيوخ الرهبان وتمنوا الموت ولم يعلموا ما يصنعوا ولم يكن لهم الا اجتماعهم في البيع والصلوات والتضرع الى السيد المسيح ان يتراء ف عليهم بحزن وكآبة حتى سمع الله الكريم الرحيم دعاهم ونجاهم بسرعة بان توفاً سليمان ابن عبد الله وهو كان في ذلك الوقت الملك الكبير وملك مكانه عمر بن عبد العزيز الذي كان امير مصر وولاه مكان سليمان وكان اسمه عمر وانفذ ١٥ الموقت بارادة الله الرؤوف والي الى مصر فرمى (133) طوبة حديد في رجلي اسامة البايس وخشبه في يديه ورجليه وجعله في الحبس وكان مظلم الى ان يرى رأيه فيه ثم اخذه واخرجه من الاسكندرية الى مصر فقبض الله روحه في الطريق عقوبة له وضيق بقدر استحقاقه وكان هذا عمر ابن عبد العزيز يصنع خيرًا عظيماً امام الناس ويفعل السوء امام الله وامر ان لا يكون على اواسي البيعة والاساقفة خراج ٢٠ وبدى ان جعل البيع بغير خراج والاساقفة وبطل الجبايات وعمر المدن التي خربت وكانوا النصارى في امن وهدو والبيع ثم بعد ذلك بدا يفعل السوء وكتب كتابا الى مصر مملوء غم وهو فيه مكتوب عمر يأمر ويقول من اراد ان يقيم في حاله وبلاده فيكون على دين محمد مثله ومن لا يريد يخرج من اعمالي فسلموا له النصارى ما بايديهم من التصرفات وتوكلوا على الله وسلموا خدمتهم للمسلمين ٢٥ وصاروا عبرة لكثير ودخلت اليد على النصارى من الولاة والمتصرفين والمسلمين في

كل مكان كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم وامر وقال ان تؤخذ الجزية من سائر الناس الذي لا يسلموا ولم يجري عادتهم بالقيام بها فلم يمهله الله لكن اهلكه سرعة ولم يمكنه (1) بالملك لأنه كان يشبه الدجال ثم تولى بعده يزيد وما نحسن بشرح ما جرى في ايامه ولا نذكره من السوء والبلاء لانه سلك في طريق الشيطان وحاد عن طرق الله واول ما اخذ المملكة اعاد الخراج الذي كان عمر قد رفعه عن البيع والاساقفة سنة واحدة وحمل على الناس ثقلاً عظيماً حتى ضاق كل من في بلاده ولم يكتفي بهذا فقط حتى امر بكسر الصلبان في كل مكان وكشط الصور الذي في البيع لانه كان قد امر بذلك لكن السيد المسيح اهلكه لاجل ذلك واخذ نفسه بعد ان ناله قبل موته بلايا كثيرة وكان مدة مقامة في الملك سنتين واربعة شهور ۱۰ وولي بعده هشام (2) اخوه وكان رجلا خائف من الله على طريق الاسلام وكان محب لسائر الناس وتخلص الارتدكسيين فلما علم ان ليس لنا بطرك نحن النصارى بالمشرق من بعد يوليوس الماضي بطرك انطاكية الذي جلس ايليا الاسقف عوضه وتوفي ايليا ايضا فاخذ انسان اسمه اتانسیوس مملوء بكل نعمة روحانية وكان ايضا اسقف فاعطاه بطركية انطاكية ووضعوا الاساقفة ايديهم عليه نيابة وصيَّروه ١٥ بطركا وكتب هذا اتانسيوس سنوديةا بعلوم وتواضع عظيم الى الاب البطرك المغبوط الاكسندرس يقول انني غير مستحق لهذه الرتبة من اجل ذنوبي وليس هذا باختياري فعلت ذلك لكن الملك لانه كان عارفاً به قبل هذا الزمان فقبلها الاكسندرس (134) بفرح ثم كتب اليه اتحاد الامانة والصلح والسلامة ثم كتب يبارك على الملك هشام (2) ويسأل ان يتثبت مملكته سنين كثيرة و يظفر باعداه ليفعل الاستقامة ٢٠ امام الرب وشيّع الرسل بسلام ثم ان هشام (2) كتب الى مصر يأمر بان يدفع لكل من يزن خراج براه باسمه حتى لا يظلم احد ولا يكون في مملكته ظلم فاعطاه الله مملكة جيدة فاقام اثنين وعشرين سنة ملكا ولم يقوم عليه حرب لكن كل تاير يتور عليه قد اسلمه الله في يديه بصلوات البطركين الجليلين الاكسندرس بالاسكندرية وتانسيوس بانطاكية وكانت البيعة الارتدكسية بدمشق ملاصقة للقصر الذي هو

10

[ocr errors][merged small][merged small][merged small]

ساكنه ثم انه أمر ان يبني البطرك بيته ملاصق مجلس الملك من كثرة حبه له حتى صلاته وقراءته لانه كان يقول له دفعات كثير اذا بديت بصلاة بالليل يسمع ينالني راحة عظيمة ويزول عني الهم بامر المملكة ثم يأتيني النوم براحة وكان يحبه كثير لاجل ذلك و يعطي كرامات كثيرة للبيع والنصارى وكان عنده رجلا مسلم يحب البيع الارتدكسية جدا ويسميهم عبيد الله فلما نظره الملك هشام (1 يفعل ذلك فرح جدا وولاه مصر ووصاه يفعل الخير مع بني المعمودية فلما وصل الى مصر امر بان تحصى الناس والبهائم وان تقاس الاراضي والكروم بجبال القياس ففعل ذلك وان يجعل طابع رصاص في حلق كل انسان من ابن عشرين سنة الى من عمره ماية سنة واحصاهم وكتبهم جميعهم ودوا بهم من الصغير الى الكبير ١٠ والاراضي الوكس التي هي صعبة التي تنبت حلفا وشوك وبنا اميال في وسط الغيطان على الحدود والطرقات في جميع ارض مصر واضعف الخراج فلما تمم جميع ما ذكرناه وظلم كثير لم نذكره لما وصل الفسطاط ومضى الى مدينة منف واقام بها اربعة شهور وامر ان يجتمع اليه مقدمي المواضع الى منف وجعل علامة الاسد على يدي النصارى كقول الكتاب الذي قاله يوحنا ابن الرعد اذ يقول لا يبيع ١٥ احد ولا يشتري الا من كان على يده علامة الاسد فلما تتم ذلك كتب الى بلاد مصر يقول هكذا كل من يوجد في سائر المواضع فليس على يده الوسم (2) تقطع يده ويخسر خسارة عظيمة لانهم لم يسمعوا اوامر الملك وخالفوه وكان له ولدين انفذ احدهما الى القبلة والاخر الى بحري وكان قلق عظيم واضطراب في كل كورة مصر ثم وصل الى الجيزة وبنا له بها دار عظيمة وكتب الى كورة مصر بان تحشد له جماعة ۲۰ من الناس يشغلهم فيما يريد وبنا الفسطاط حتى ان الناس هلكوا من التعب من كثرة ما اشغلهم فلما (135) عظم التعب والقيام بالخراج الذي اضعفه عليهم ثار حرب على النصارى والمسلمين حتى سفكت دما كثيرة بارض مصر بين القبيلتين في اول مدينة بنا ( ومدينة صا ومدينة سمنود وما يجاورهم ومواضع كثيرة في اسفل الارض وكذلك

[ocr errors][merged small][merged small][merged small][merged small]

كان في الطرق والجبال والبحار ومتى شرحنا ذلك طال شرحه ولما دخل الوالي الى الاسكندرية ليوسم الناس قبض البطرك ليوسمه فامتنع فلم يدعه الوالي والتمس

البطرك المضي الى الملك فلم يجيبه الى ذلك ثم بعد مدة انفذ البطرك الى جند يوصلوه الى عبيد الله فلما حضر بين يديهِ عرفه سبب حضوره فلم يتركه بغير فلما نظر الاب البطرك الاكسندرس انه لا يخلا قال لعبيد الله الامير اسألك

وسم

ان تمهلني ثلاثة أيام فاجابه واصله فدخل البطرك الى مخدعه وسأل الرب ان لا يمكنه من وسمه بل ينقله من هذا العالم سرعة فلما نظر الله سريرة عبده انها حسنة افتقده فمرض في اليوم الثالث وكان المرض يتزايد كل يوم عليه فلما علم ان السيد المسيح قد سمعه وقبل صلاته نفّذ قوماً ثقات وروساء من الارتدكسيين اولاده الى ١٠ عبيد الله يسأله ان يطلقه ليمضي الى كرسيه قبل وفاته فلم يمكنه فظن ان هذا منه محال وانه غير عليل فلما مضت اربعة ايام قال الاب للاخوة عبّوا المركب عند غروب الشمس لنمضي لان في غد يفتقدني السيد يسوع المسيح فمضوا ولم يكن معه احدا من الاساقفة غير اننا حمول اسقف وسيم فلما انحدروا هاربين وصلوا الى ترنوط عند الصبح ففي تلك الساعة تنيح الطوباني الاكسندرس في ذلك المكان فلما علم عبيد الله ١٥ انه قد هرب بغير امر انفذ امير ليعيده ومن معه فلما وصل اليهم وقبض عليهم ليرد هم بغضب فوجد الاب قد تنيح فتركه وقبض على ابا حمول وسيره الى عبيــــد الله فقال له بالحقيقة انك اشرت عليه بالهروب ولا بد مما تقوم بالف دينار لبيت مال الملك وكان انبا حمول فقير يعجز عن قوت يومه وهو عريان وكان حلو المنظر حسن السيرة وكان يعظ من يخطي فيسمع منه وكذلك يثبت كلمن هو عاجز في الامانة ٢٠ الارتدكسية مخلف له انه لا يقدر على دينار واحد ولا هو في ملكه فلم يقبل منه وسلَّمه الى شرطيين فلما اخذوه تلك المسلمين الذي لا نذكر اسماهما سلموه الى بربر متشبهين بالسباع في افعالهم فجذبوه وجروه في وسط مصر حتى جاءوا به الى باب بيعة ماري جرجس وهم يسحبوه وكان هناك جمع كثير مجتمعين ممن يبيع ويشتري وكان خلق كثير يجروا خلفه (136) في مصر وطالبوه بالف دينار مع

قلة

٢٥ ذات يده وبدوا يعذبوه ذلك اليوم بغير رحمة ونزعوا عنه ثوبه والبسوه مسح شعر

وعلقوه بذراعيه وهو عريان وجميع الشعب ينظروه وهم يضربوه باسياط من جلود البقر حتى جرى دمه على الارض والجمع يشاهدوه وما حلّ به من الشرط واقاموا اسبوع يعذبوه هكذا حتى جمعوا له ثلثمائة دينار ولما تزلوا قوماً من الاصحاب يسايلوه

وروسا النصارى قائلين لهم قد قارب الموت وليس عليه ذنب في هذا الأمر على

منهم

ما

. عرفنا عند ذلك افرجوا عنه بعد شدَّة عظيمة لانه قارب الموت ولما تتيح الاب القديس بالحقيقة الاكسندرس بشيخوخة حسنة حزن عظيم لحق النصارى بسبب وفاته لانه اقام اربعة وعشرين سنة ونصف على الكرسي وكان في أيام حياته قوم قديسين كثير في كورة مصر في البراري والديارات يتعبوا انفسهم متعبدين الله ويظهر عجايب وآيات وكان انسان قس صياد في كورة اسنا يعمل بالشباك وتمم قانون ۱۰ الرهبنة وبعد زمان كثير مضى و بنى دير كبير في الجبل وترهب عنده جماعة وكانوا في حيرة وضيقة فخرج خبر ذلك الشيخ في الكورة البرانية وكان اسمه دمتيوس من اهل اسفنت فاظهر الله على يديه عجائب كثير في الاعلا والبرص والذين بهم الارواح النجسة اشفاهم والموتى اقامهم باسم سيدنا المسيح وبعد أيام اظهر امراً عجيب امامه كان انسان قبطي في اسفنت وله ولدين وابنة واحدة يحفظهم في بيته ١٥ وكانوا ابكار اطهار خادمين لله فاضلهم الشيطان الثلثة بصنعة مرذولة وذلك انه دخل في اكبرهم وقال له اذا كان ابوك لا يزوجك فامض الى اختك نام معها فانها تكفاك الى زمان وحسن له ذلك فقعله وكذلك حسن للآخر الصغير معها ايضا ففعلا الاخان باختهما ذلك الفعل القبيح ولم يعلم الواحد بالاخر وكانت حافظة لهذا السر تلك المخالفة فحبلت سرعة وكانوا ابواها يحفظاها لاجل الفضيحة ولم يعلموا ما كان ۲۰ فاقامت عدة شهور ولم تلد فحملوها على دابة ومضوا بها الى القديس متيوس. فلما قربت من الجبل خرج الشيخ هارب ينتف شعر لحيته حتى لقيهم تحت الجبل فعرفوه ابواها خبرها وارادوا ان يدفعوا له هدايا لكي يصلي عليها لتلد فتقدم لهم ان ينزلوها برفق من على الدابة فنزلت وهي باوجاع عظيمة فقال لها عرفني بما فعلتي يا مرذولة فعرفته بما قد ذكرنا واكثر منه فرفع يده الى السماء وصلى ففتحت الارض ٢٥ فاها وابتلعتها وحضر ذلك (137) جماعة وشاهدوه وشهد لنا من كان حاضر

« AnteriorContinuar »